*****قسوة قلم*****
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
*****قسوة قلم*****
قسوة القلم:
...وضعت بجانب أم أنجبت حديثا بعملية قيصرية،كلتاهما تحس بالألم بموضع الجرح، لكن ألم نعيمة يضاهي أضعاف ما تحس به الأخرى، فنعيمة أجرت عملية استئصال رحم بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان أملا أن يشفى فتستطيع إنجاب أخ أو أخت لابنها الوحيد منير،لكن مع الأسف تدهور مرضها بسرعة ما جعل الجراحة العلاج الوحيد لها.لم تحزن حزنا عميقا بل حمدت الله كونه لم يحرمها من الإحساس بالأمومة، فقد رزقها بطفل كان مصباحا ينير ما هي فيه من كآبة ويجلي ما في قلبها من هم.. بدأت تنظر للأم ترقب علها تستيقظ لتطمئن على حالها وتبارك لها زيادة المولود الجديد وبعد هنيهة غرقت في نوم عميق لم تستيقظ منه سوى على صراخ الصغير الذي أحضروه من غرفة المعاينة والكشف، نظرت حولها فرأته قرب الأم يبحث عبر طيات قميصها عن مورد غذائه، ابتسمت وقالت:يبدو أنه جائع، ردت الأم:هذا ما يبدو،أين صغيرك ألم يحضروه لك بعد؟ سؤال عادي لكنه ذكرها بمصابها،أحيانا يفضل عدم طرح الأسئلة وانتظار ظهور الإجابة إن كانت تهم السائل،نعيمة لم ترغب أن تفسد جو الغرفة فقالت:عمليتي على شيء آخر.صمتت الأم ثم قالت:أرجو لك الشفاء العاجل.ابتسمت نعيمة وأمضت ما تبقى من يومها في تأمل الرضيع وانتظار الدقائق علها تمر بسرعة فتحين ساعة الزيارة فترى وحيدها وتضمه وتشم رائحته..وها قد حان الوقت المنتظر،بدأت تترقب من فجوة في الباب كل المارين دون أن يطرف جفنها علها ترى فلذة كبدها،في هذه الأثناء دخل زوار من تشاركها الغرفة وسرعان ما التفوا حول الرضيع وأمه يسألون عن أحوالهم،حمل الأب الصبي بين ذراعيه يداعبه ويقبله أما أم الفتاة فقامت تخرج ما في الحقيبة من أكل لتطعم ابنتها حتى يرم عظمها ويكثر حليبها،كانت نعيمة تراقب كل هذا وهي تبتسم مرة ومرة يعبس وجهها عندما تتذكر أن الوقت يمضي وزوارها لم يصلوا بعد..مرت الدقائق طويلة مملة دون أن يظهر لهم أثر،وها هو وقت الزيارة انتهى، غادر من كانوا في الغرفة دون أن تستوعب نعيمة ما جرى ولما جرى.ظلت ليلها حائرة دون أن يغمض لها جفن لم تقتنع أنهم ما قاموا بزيارتها لمجرد أنهم لم يرغبوا بذلك بل أيقنت أن المانع أمر خطير فظلت تدعو ليلها بأكمله عسى المانع خيرا عسى المانع خيرا..طلعت الشمس وما كادت تفعل حتى شحب لون نعيمة وما عادت تقوى على أخذ النفس،كان أملها الوحيد أن تراهم صباح يومها هذا في الوقت المخصص للزيارة، لكن مع الأسف.لم تعد تقوى على الصبر،سألت أب الصبي بلطف: سيدي هلا أسديت لي خدمة،رد الرجل:بالطبع أمري، احمرت نعيمة خجلا لما ستطلبه لكنها لم تعد قادرة على احتمال ما يدور في ذهنها من أفكار فقالت بعد تردد: انتظرت منذ الأمس أن يحضر أهلي لزيارتي لكنهم لم يفعلوا وأنا جد قلقة وينتابني الرعب الشديد خصوصا أنه ليس لدي أي فكرة عن السبب، أردت أن أطلب منك إن كان ممكنا أن تقرضني هاتفك لأجري اتصالا سريعا بهم عل بالي يرتاح فو الله أكثر ما يفزعني أن يكون صغيري قد أصيب بمكروه،لم يتردد الأب لحظة في إعطائها هاتفه بل وطلب منها أن تأخذ راحتها في الحديث دون أن تلقي بالا للتكلفة.شكرت صنيعه وركبت الرقم وانتظرت أن يجيبها أحد وأخيرا رد زوجها بعد محاولتين فاشلتين زادتا من اضطرابها فما كان منها ما إن سمعت صوته إلا ثقب طبلة أذنه وهي تلومه قائلة:علي لم لم تأتوا لرؤيتي ماذا حدث؟أجبني،أجابها علي:إيه على رسلك ما الذي تريدينه أن يحدث، زادت مماطلته من غضبها فردت: أرى أن حالي لا يهمكم ويبدو أنكم كنتم تنتظرون منيتي عقب العملية،على الأقل ما دمت حية أحضر لي صغيري أراه وأستعين برؤيته على احتمال مصابي بفقد رحمي..هنا قاطعها قائلا:ما هذا الهراء الذي تقولينه،سآتي في المساء، ثم أقفل الخط، أعادت الهاتف لصاحبه وغرقت في شرودها لامت نفسها على تسرعها في حكمها عليهم حتى أنها أقلت الأدب مع زوجها فتمنت منه لو يلتمس لها العذر حالما يأتي لرؤيتها..وأخيرا حضر الزوج لزيارتها ردت تحيته و بدأت تنظر عن يمينه وعن شماله وقالت أين منير؟ أبعد نظره صوب السرير المحاذي لها فرأى الرضيع إلى جانب أمه كان يود التهرب من الإجابة بالسؤال عن حال المريضة المجاورة، لكن رؤيته للصبي أعاد شجونه الذي حاول أن يخفيه قبل حضوره لرؤية زوجته. لمحت نعيمة مسحة الحزن التي كست وجهه فأحست أن الحدث جلل هنا قالت: علي أقسم عليك برب العزة أن تكاشفني ما حدث، جلس على حافة السرير ووضع رأسه على صدرها عله يخفي دموعه عنها لكن عبراته بللتها، فتسارعت دقات قلبها ولم تستطع أن تنبس بكلمة، قال علي بنبرة منخنقة:البارحة بعد الزوال ارتفعت درجة حرارته فنقلته للمشفى..لكن المنية لم تنتظر الطبيب أن يقوم بما يجب.وصمت، عم هدوء رهيب في الغرفة وتوقفت أنفاس كل من فيها لثوان معدودة ضمت أثناءها الأم وليدها ودعت له بطول العمر هنا تنهد الصبي وأحدث صوتا انهمرت على نغماته دموع نعيمة وهي تردد: يا لشدة مصابي يا رب أنت تدري أنه ابني الوحيد وأني لن أستطيع الإنجاب مجددا لما حرمت منه لما أخذته مني، هنا قام علي وبدأ يحاول تهدئتها قائلا: نعيمة ماذا تقولين استغفري ربك، فلله ما أعطى وله ما أخذ وما كان ابتلاءه إياك إلا ليختبر إيمانك لا تجعلي الشيطان يغرك.علقت قائلة: يسهل عليك قول هذا فأنت تستطيع أن تنجب غيره متى أحببت ذلك المصيبة مصيبتي ولا أحد يفهم، نظر إليها حائرا ما عساه يقول لها أحس أنه إن جاراها سيعظم جحودها ويضعف إيمانها فقرر الصمت والدعاء لها في جوفه بالصبر والسلوان.وها قد حان وقت المغادرة، لم يقدر أن يتركها في تلك الحالة لكن العين بصيرة واليد قصيرة، أمسك يدها وقبلها قائلا: عظم الله أجرنا معا،وغادر.عندما هدأت نفسها أحست بالذنب لما تفوهت به قبل قليل وعادت تستغفر بعبرات قلبها قبل عينيها، وفجأة تراءت أمامها كل الأيام التي عاشتها مع الصغير رأت هفواته وضحكاته وبكاءه لم تقدر أن تستوعب أنها ستعود للمنزل ولن تجده فسارت ترجو أن تطول إقامتها في المستشفى بعد أن كانت تتشوق للعودة للبيت فمن كانت ترغب في العودة من أجله فارقها وإلى الأبد، وجهت نظرها صوب الصبي وقالت في نفسها: يولد أناس ويموت آخرون هذه سنة الحياة..
...وضعت بجانب أم أنجبت حديثا بعملية قيصرية،كلتاهما تحس بالألم بموضع الجرح، لكن ألم نعيمة يضاهي أضعاف ما تحس به الأخرى، فنعيمة أجرت عملية استئصال رحم بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان أملا أن يشفى فتستطيع إنجاب أخ أو أخت لابنها الوحيد منير،لكن مع الأسف تدهور مرضها بسرعة ما جعل الجراحة العلاج الوحيد لها.لم تحزن حزنا عميقا بل حمدت الله كونه لم يحرمها من الإحساس بالأمومة، فقد رزقها بطفل كان مصباحا ينير ما هي فيه من كآبة ويجلي ما في قلبها من هم.. بدأت تنظر للأم ترقب علها تستيقظ لتطمئن على حالها وتبارك لها زيادة المولود الجديد وبعد هنيهة غرقت في نوم عميق لم تستيقظ منه سوى على صراخ الصغير الذي أحضروه من غرفة المعاينة والكشف، نظرت حولها فرأته قرب الأم يبحث عبر طيات قميصها عن مورد غذائه، ابتسمت وقالت:يبدو أنه جائع، ردت الأم:هذا ما يبدو،أين صغيرك ألم يحضروه لك بعد؟ سؤال عادي لكنه ذكرها بمصابها،أحيانا يفضل عدم طرح الأسئلة وانتظار ظهور الإجابة إن كانت تهم السائل،نعيمة لم ترغب أن تفسد جو الغرفة فقالت:عمليتي على شيء آخر.صمتت الأم ثم قالت:أرجو لك الشفاء العاجل.ابتسمت نعيمة وأمضت ما تبقى من يومها في تأمل الرضيع وانتظار الدقائق علها تمر بسرعة فتحين ساعة الزيارة فترى وحيدها وتضمه وتشم رائحته..وها قد حان الوقت المنتظر،بدأت تترقب من فجوة في الباب كل المارين دون أن يطرف جفنها علها ترى فلذة كبدها،في هذه الأثناء دخل زوار من تشاركها الغرفة وسرعان ما التفوا حول الرضيع وأمه يسألون عن أحوالهم،حمل الأب الصبي بين ذراعيه يداعبه ويقبله أما أم الفتاة فقامت تخرج ما في الحقيبة من أكل لتطعم ابنتها حتى يرم عظمها ويكثر حليبها،كانت نعيمة تراقب كل هذا وهي تبتسم مرة ومرة يعبس وجهها عندما تتذكر أن الوقت يمضي وزوارها لم يصلوا بعد..مرت الدقائق طويلة مملة دون أن يظهر لهم أثر،وها هو وقت الزيارة انتهى، غادر من كانوا في الغرفة دون أن تستوعب نعيمة ما جرى ولما جرى.ظلت ليلها حائرة دون أن يغمض لها جفن لم تقتنع أنهم ما قاموا بزيارتها لمجرد أنهم لم يرغبوا بذلك بل أيقنت أن المانع أمر خطير فظلت تدعو ليلها بأكمله عسى المانع خيرا عسى المانع خيرا..طلعت الشمس وما كادت تفعل حتى شحب لون نعيمة وما عادت تقوى على أخذ النفس،كان أملها الوحيد أن تراهم صباح يومها هذا في الوقت المخصص للزيارة، لكن مع الأسف.لم تعد تقوى على الصبر،سألت أب الصبي بلطف: سيدي هلا أسديت لي خدمة،رد الرجل:بالطبع أمري، احمرت نعيمة خجلا لما ستطلبه لكنها لم تعد قادرة على احتمال ما يدور في ذهنها من أفكار فقالت بعد تردد: انتظرت منذ الأمس أن يحضر أهلي لزيارتي لكنهم لم يفعلوا وأنا جد قلقة وينتابني الرعب الشديد خصوصا أنه ليس لدي أي فكرة عن السبب، أردت أن أطلب منك إن كان ممكنا أن تقرضني هاتفك لأجري اتصالا سريعا بهم عل بالي يرتاح فو الله أكثر ما يفزعني أن يكون صغيري قد أصيب بمكروه،لم يتردد الأب لحظة في إعطائها هاتفه بل وطلب منها أن تأخذ راحتها في الحديث دون أن تلقي بالا للتكلفة.شكرت صنيعه وركبت الرقم وانتظرت أن يجيبها أحد وأخيرا رد زوجها بعد محاولتين فاشلتين زادتا من اضطرابها فما كان منها ما إن سمعت صوته إلا ثقب طبلة أذنه وهي تلومه قائلة:علي لم لم تأتوا لرؤيتي ماذا حدث؟أجبني،أجابها علي:إيه على رسلك ما الذي تريدينه أن يحدث، زادت مماطلته من غضبها فردت: أرى أن حالي لا يهمكم ويبدو أنكم كنتم تنتظرون منيتي عقب العملية،على الأقل ما دمت حية أحضر لي صغيري أراه وأستعين برؤيته على احتمال مصابي بفقد رحمي..هنا قاطعها قائلا:ما هذا الهراء الذي تقولينه،سآتي في المساء، ثم أقفل الخط، أعادت الهاتف لصاحبه وغرقت في شرودها لامت نفسها على تسرعها في حكمها عليهم حتى أنها أقلت الأدب مع زوجها فتمنت منه لو يلتمس لها العذر حالما يأتي لرؤيتها..وأخيرا حضر الزوج لزيارتها ردت تحيته و بدأت تنظر عن يمينه وعن شماله وقالت أين منير؟ أبعد نظره صوب السرير المحاذي لها فرأى الرضيع إلى جانب أمه كان يود التهرب من الإجابة بالسؤال عن حال المريضة المجاورة، لكن رؤيته للصبي أعاد شجونه الذي حاول أن يخفيه قبل حضوره لرؤية زوجته. لمحت نعيمة مسحة الحزن التي كست وجهه فأحست أن الحدث جلل هنا قالت: علي أقسم عليك برب العزة أن تكاشفني ما حدث، جلس على حافة السرير ووضع رأسه على صدرها عله يخفي دموعه عنها لكن عبراته بللتها، فتسارعت دقات قلبها ولم تستطع أن تنبس بكلمة، قال علي بنبرة منخنقة:البارحة بعد الزوال ارتفعت درجة حرارته فنقلته للمشفى..لكن المنية لم تنتظر الطبيب أن يقوم بما يجب.وصمت، عم هدوء رهيب في الغرفة وتوقفت أنفاس كل من فيها لثوان معدودة ضمت أثناءها الأم وليدها ودعت له بطول العمر هنا تنهد الصبي وأحدث صوتا انهمرت على نغماته دموع نعيمة وهي تردد: يا لشدة مصابي يا رب أنت تدري أنه ابني الوحيد وأني لن أستطيع الإنجاب مجددا لما حرمت منه لما أخذته مني، هنا قام علي وبدأ يحاول تهدئتها قائلا: نعيمة ماذا تقولين استغفري ربك، فلله ما أعطى وله ما أخذ وما كان ابتلاءه إياك إلا ليختبر إيمانك لا تجعلي الشيطان يغرك.علقت قائلة: يسهل عليك قول هذا فأنت تستطيع أن تنجب غيره متى أحببت ذلك المصيبة مصيبتي ولا أحد يفهم، نظر إليها حائرا ما عساه يقول لها أحس أنه إن جاراها سيعظم جحودها ويضعف إيمانها فقرر الصمت والدعاء لها في جوفه بالصبر والسلوان.وها قد حان وقت المغادرة، لم يقدر أن يتركها في تلك الحالة لكن العين بصيرة واليد قصيرة، أمسك يدها وقبلها قائلا: عظم الله أجرنا معا،وغادر.عندما هدأت نفسها أحست بالذنب لما تفوهت به قبل قليل وعادت تستغفر بعبرات قلبها قبل عينيها، وفجأة تراءت أمامها كل الأيام التي عاشتها مع الصغير رأت هفواته وضحكاته وبكاءه لم تقدر أن تستوعب أنها ستعود للمنزل ولن تجده فسارت ترجو أن تطول إقامتها في المستشفى بعد أن كانت تتشوق للعودة للبيت فمن كانت ترغب في العودة من أجله فارقها وإلى الأبد، وجهت نظرها صوب الصبي وقالت في نفسها: يولد أناس ويموت آخرون هذه سنة الحياة..
لوجي- لوجي العجيب
- عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 27/08/2010
العمر : 34
رد: *****قسوة قلم*****
سلمتي أخيتي على ما طرحتي فعلآ
ينولد أناس ويموت أخرون
ينولد أناس ويموت أخرون
هكذا علمتني الحياة- لوجي العجيب
- عدد المساهمات : 138
تاريخ التسجيل : 21/10/2010
الموقع : الرياض
رد: *****قسوة قلم*****
سلمت أناملك يا أختي العزيزة والغالية على قلبي لوجــي على موضوعك الجميل جدًا ، راجيًا من الله العلي القدير أن يديم المحبـــة والألفـــة والمودة على جميع أعضــاء هذا المنتدى المتميــز ( منتدى لوجــي ) .... ولصاحبة هذا المنتدى كل التوفيق والنجــح في طرح المزيد والمزيد من المواضيع الجديدة والحصريـــة على منتداك .... وتقبلي خالص تحياتي وحبي واحترامي وتقديري ومروري المتواضع جدًا .....
Mohammed Adam Abdulbakhi- لوجي العجيب
- عدد المساهمات : 303
تاريخ التسجيل : 16/09/2010
العمر : 35
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى